فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

ومن باب الإشارة في هذه الآيات: {الذين ءامَنُواْ يقاتلون} أنفسهم {فِى سَبِيلِ الله} فيهلكونها بسيوف المجاهدة ليصلوا إليه تعالى شأنه: {والذين كَفَرُواْ يقاتلون} عقولهم وينازعونها {فِى سَبِيلِ} طاغوت أنفسهم ليحصلوا اللذات ويغنموا في هذه الدار الفانية أمتعة الشهوات {فقاتلوا أَوْلِيَاء الشيطان} وهي القوى النفسانية أو النفس وقواها {إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76] فوليه ضعيف عاذ بقرملة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين قِيلَ لَهُمْ} أي قال لهم المرصدون {كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ} عن خاربة الأنفس الآن قبل أداء رسوم العبادات {وَإِذْ أَخَذْنَا} والمراد بها إتعاب البدن بأداء العبادة البدنية {وَإِذْ أَخَذْنَا} والمراد بها إتعاب القلب بأداء العبادة المالية فإذا تم لكم ذلك فتوجهوا إلى محاربة النفس فإن محاربتها قبل ذلك بغير سلاح، فإن هذه العبادات الرسمية سلاح السالكين فلا يتم لأحد تهذيب الباطن قبل إصلاح الظاهر {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القتال} حين أداء ما أمروا بأدائه {إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ} لضعف استعدادهم {يَخْشَوْنَ الناس كَخَشْيَةِ الله أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} فلا يستطيعون هجرهم، ولا ارتكاب ما فيه ذل نفوسهم خشية اعتراضهم عليهم، أو إعراضهم عنهم، {وَقَالُواْ} بلسان الحال: {رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القتال} الآن {لَوْلا أَخَّرْتَنَا إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ} وهو الموت الاضطراري، فالمنية ولا الدنية، وهذا حال كثير من الناسكين يرغبون عن السلوك وتحمل مشاقه مما فيه إذلال نفوسهم وامتهانها خوفًا من الملامة، واعتراض الناس عليهم فيبقون في حجاب أعمالهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا ولبئس ما كانوا يصنعون {قُلْ متاع الدنيا قَلِيلٌ} فلا ينبغي أن يلاحظوا الناس في تركه وعدم الالتفات إليه {والاخرة خَيْرٌ لّمَنِ اتقى} فينبغي أن يتحملوا الملامة في تحصيلها {وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77] مما كتب لكم فينبغي عدم خشية سوى الله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الموت} وتفارقون ولابد من تخشون فراقه إن سلكتم ففارقوهم بالسلوك وهو الموت الاختياري قبل أن تفارقوهم بالهلاك وهو الموت الاضطراري {وَلَوْ كُنتُمْ في بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} أي أجساد قوية:
فمن يك ذا عظم صليب رجابه ** ليكسر عود الدهر فالدهر كاسره

{وَإِن تُصِبْهُمْ} أي المحجوبين {حَسَنَةٌ} أي شيء يلائم طباعهم {يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِ الله} فيضيفونها إلى الله تعالى من فرح النفس ولذة الشهوة لاتبعت المعرفة والمحبة {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ} أي شيء تنفر عنه طباعهم وإن كان على خلاف ذلك في نفس الأمر {يَقُولُواْ} لضيق أنفسهم {هذه مِنْ عِندِكَ} فيضيفونها إلى غيره تعالى ويرجعون إلى الأسباب لعدم رسوخ الإيمان الحقيقي في قلوبهم {قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله} وهذا دعاء لهم إلى توحيد الأفعال، ونفي التأثير عن الأغيار، والإقرار بكونه سبحانه خالق الخير والشر {فَمَالِ هَؤُلاء القوم} المحجوبين {لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78] لاحتجابهم بصفات النفوس وارتياج آذان قلوبهم التي هي أوعية السماع والوعي، ثم زاد سبحانه في البيان بقوله عز وجل: {مَّا أصابك مِنْ حَسَنَةٍ} صغرت أو عظمت {فَمِنَ الله} تعالى أفاضها حسب الاستعداد الأصلي {وَمَا أصابك مِن سَيّئَةٍ} حقرت أو جلت {فَمِن نَّفْسِكَ} أي من قبلها بسبب الاستعداد الحادث بسبب ظهور النفس بالصفات والأفعال الحاجبة للقلب المكدرة لجوهره حتى احتاج إلى الصقل بالرزايا والمصائب والبلايا والنوائب، لا من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره {وأرسلناك لِلنَّاسِ رَسُولًا} فأنت الرحمة لهم فلا يكون من عندك شر عليهم {وكفى بالله شَهِيدًا} [النساء: 79] على ذلك {مَّنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله} [النساء: 80] لأنه صلى الله عليه وسلم مرآة الحق يتجلى منه للخلق، وقال بعض العارفين: إن باطن الآية إشارة إلى عين الجمع {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرءان} ليرشدهم إلى أنك رسول الله تعالى، وأن إطاعتك إطاعته سبحانه حيث إنه مشتمل على الفرق والجمع، وقيل: ألا يتدبرونه فيتعظون بكريم مواعظه ويتبعون محاسن أوامره، أو أفلا يتدبرونه ليعلموا أن الله جل شأنه تجلى لهم فيه {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيرًا} [النساء: 82] أي لوجدوا الكثير منه مختلفًا بلاغة وعدمها فيكون مثل كلام المخلوقين فيكون لهم مساغ إلى تكذيبه وعدم قبول شهادته، أو القول بأنه لا يصلح أن يكون مجلى لله تعالى، {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ الأمن أَوِ الخوف أَذَاعُواْ بِهِ} إخبار عمن في مبادي السلوك أي إذا ورد عليهم شيء من آثار الجمال أو الجلال أفشوه وأشاعوه {وَلَوْ رَدُّوهُ} أي عرضوه {إِلَى الرسول} إلى ما علم من أحواله، وما كان عليه {وإلى أُوْلِى الأمر مِنْهُمْ} وهم الراشدون الكاملون الذين نالوا مقام الوراثة المحمدية {لَعَلِمَهُ} أي لعلم مآله وأنه مما يذاع أو أنه لا يذاع {الذين يَسْتَنْبِطُونَهُ} ويتلقونه منهم أي من جهتهم وواسطة فيوضاتهم، والمراد بالموصول الرادون أنفسهم، وحاصل ذلك أنه لا ينبغي للمريد إذا عرض له في أثناء سيره وسلوكه شيء من آثار الجمال أو الجلال أن يفشيه لأحد قبل أن يعرضه على شيخه فيوقفه على حقيقة الحال فإن في إفشائه قبل ذلك ضررًا كثيرًا {وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ} أيها الناس بالواسطة العظمى رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَرَحْمَتُهُ} بالمرشدين الوارثين {لاَتَّبَعْتُمُ الشيطان} والنفس أعظم جنوده إن لم تكنه {إِلاَّ قَلِيلًا} [النساء: 83] وهم السالكون بواسطة نور إلهي أفيض عليهم فاستغنوا به كبعض أهل الفترة، قيل: وهم على قدم الخليل عليه الصلاة والسلام {فَقَاتِلْ في سَبِيلِ الله لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} أي قاتل من يخالفك وحدك {وَحَرّضِ المؤمنين} على أن يقاتلوا من يحول بينهم وبين ربهم {عَسَى الله أَن يَكُفَّ بَأْسَ الذين كَفَرُواْ} أي ستروا أوصاف الربوبية {والله أَشَدُّ} منهم {بَأْسًا} أي نكاية {وَأَشَدَّ} منهم {تَنكِيلًا} [النساء: 84] أي تعذيبًا {مَّن يَشْفَعْ شفاعة حَسَنَةً} أي من يرافق نفسه على الطاعات {يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مّنْهَا} أي حظ وافر من ثوابها {وَمَن يَشْفَعْ شفاعة سَيّئَةً} أي من يرافق نفسه على معصية {يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مَّنْهَا} أي مثل مساو من عقابها {وَكَانَ الله على كُلّ شَئ مُّقِيتًا} [النساء: 85] فيوصل الثواب والعقاب إلى مستحقيهما {وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86] تعليم لنوع من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وقيل: المعنى إذا منّ الله تعالى عليكم بعطية فابذلوا الأحسن من عطاياه أو تصدقوا بما أعطاكم وردوه إلى الله تعالى على يد المستحقين، والله تعالى خير الموفقين. اهـ.

.تفسير الآية رقم (92):

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما بين أقسامهم بيانًا ظهر منه أن أحوالهم ملبسة، وأمر بقتالهم مع الاجتهاد في تعرف أحوالهم، وختم بالتسلط عليهم، وكان ربما قتل من لا يستحق القتل بسبب الإلباس؛ أتبع ذلك بقوله المراد به التحريم، مخرجًا له في صورة النفي المؤكد بالكون لتغليظ الزجر عنه لما للنفوس عند الحظوظ من الدواعي إلى القتل: {وما كان لمؤمن} أي يحرم عليه {أن يقتل مؤمنًا} أي في حال من الحالات {إلا خطأ} أي في حالة الخطأ بأن لا يقصد القتل، أو لا يقصد الشخص، أو يقصده بما لا يقصد به زهوق الروح، أو لا يقصد ما هو ممنوع منه كمن يرمي إلى صف الكفار وفيهم مسلم، أو بأن يكون غير مكلف، فإن القتل على هذا الوجه ليس بحرام، وهذا الذي ذكره في أقسام المنافقين إشارة إلى أنه ينبغي التثبت والتحري في جميع أمر القتل متى احتمل أن يكون القاتل مؤمنًا احتمالًا لا تقضي العادة بقربه، فلزم من ذلك بيان حكم الخطأ، ولام الاختصاص قد تطلق على ما لا مانع منه «فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب» وكأنه عبر به ليفيد بإيجاب الكفارة والدية غاية الزجر عن قتل المؤمن، لأنه إذا كان هذا جزاء ما هو له فما الظن بما ليس له! فقال تعالى: {ومن قتل مؤمنًا} صغيرًا كان أو كبيرًا، ذكرًا كان أو أنثى، ولعله عبَّر سبحانه وتعالى بالوصف تنبيهًا على أنه إن لم يكن كذلك في نفس الأمر لم يكن عليه شيء في نفس الأمر وإن ألزم به في الظاهر {خطأ}.
ولما كان الخطأ مرفوعًا عن هذه الأمة، فكان لذلك يظن أنه لا شيء على المخطىء؛ بين أن الأمر في القتل ليس كذلك حفظًا للنفوس، لأن الأمر فيها خطر جدًا، فقال- مغلظًا عليه حثًا على زيادة النظر والتحري عند فعل ما قد يقتل-: {فتحرير} أي فالواجب عليه تحرير {رقبة} أي نفس، عبر بها عنها لأنها لا تعيش بدونها كاملة الرق {مؤمنة} ولو ببيع الدار أو البساتين، سليمة عما يخل بالعمل، وقدم التحرير هنا حثًا على رتق ما خرق من حجاب العبد، وإيجاب ذلك في الخطأ إيجاب له في العمد بطريق الأولى، وكأنه لم يذكره في العمد لأنه تخفيف في الجملة والسياق للتغليظ {ودية مسلّمة} أي مؤداة بيسر وسهولة {إلى أهله} أي ورثته يقتسمونها كما يقسم الميراث {إلا أن يصدّقوا} أي يجب ذلك عليه في كل حال إلا في حال تصدقهم بالعفو عن القاتل بإبرائه من الدية، فلا شيء عليه حينئذ، وعبر بالصدقة ترغيبًا {فإن كان} أي المقتول {من قوم} أي فيهم منعة {عدو لكم} أي محاربين {وهو} أي والحال أنه {مؤمن فتحرير} أي فالواجب على القاتل تحرير {رقبة مؤمنة} وكأنه عبر بذلك إشارة إلى التحري في جودة إسلامها، وقد أسقط هذا حرمة نفسه بغير الكفارة بسكناه في دار الحرب التي هي دار الإباحة أو وقوعه في صفهم، ولعده في عدادهم قال: {من} ومعناه- كما قال الشافعي وغيره تبعًا لابن عباس رضي الله تعالى عنهما-: في {وإن كان} أي المقتول {من قوم} أي كفرة أيضًا عدو لكم {بينكم وبينهم ميثاق} وهو كافر مثلهم {فدية} أي فالواجب فيه كالواجب في المؤمن المذكور قبله دية {مسلّمة إلى أهله} على حسب دينه، إن كان كتابيًا فثلث دية المسلم، وإن كان مجوسيًا فثلثا عشرها {وتحرير رقبة مؤمنة} وكأنه قدم الدية هنا إشارة إلى المبادرة بها حفظًا للعهد، ولتأكيد أمر التحرير بكونه ختامًا كما كان افتتاحًا حثًا على الوفاء به، لأنه أمانة لا طالب له إلا الله؛ وقال الأصبهاني: إن سر ذلك أن إيجابه في المؤمن أولى من الدية، وبالعكس ها هنا- انتهى.
وكان سره النظر إلى خير الدين في المؤمن، وإلى حفظ العهد في الكافر {فمن لم يجد} أي الرقبة ولا ما يتوصل به إليها {فصيام} أي فالواجب عليه صيام {شهرين متتابعين} حتى لو أفطر يومًا واحدًا بغير حيض أو نفاس وجب الاستئناف، وعلل ذلك بقوله عادا للخطأ- بعد التعبير عنه باللام المقتضية أنه مباح- ذنبًا تغليظًا للحث على مزيد الاحتياط: {توبة} أي أوجب ذلك عليكم لأجل قبول التوبة {من الله} أي الملك الأعظم الذي كل شيء في قبضته.
ولما كان الكفارات من المشقة على النفس بمكان، رغب فيها سبحانه وتعالى بختم الآية بقوله: {وكان الله} أي المحيط بصفات الكمال {عليمًا} أي بما يصلحكم في الدنيا والآخرة، وبما يقع خطأ في نفس الأمر أو عمدًا، فلا يغتر أحد بنصب الأحكام بحسب الظاهر {حكيمًا} في نصبه الزواجر بالكفارات وغيرها، فالزموا أوامره وباعدوا زواجره لتفوزوا بالعلم والحكمة. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما رغب في مقاتلة الكفار، وحرض عليها ذكر بعد ذلك بعض ما يتعلق بهذه المحاربة، فمنها أنه تعالى لما أذن في قتل الكفار فلا شك أنه قد يتفق أن يرى الرجل رجلا يظنه كافرا حربيا فيقتله، ثم يتبين أنه كان مسلما، فذكر الله تعالى حكم هذه الواقعة في هذه الآية. اهـ.

.قال ابن عاشور:

انتقالُ الغرض يعيد نشاط السامع بتفنّن الأغراض، فانتقل من تحديد أعمال المسلمين مع العدوّ إلى أحكام معاملة المسلمين بعضهم مع بعض: من وجوب كفّ عُدوان بعضهم على بعض.
والمناسبة بين الغرض المنتقل منه والمنتقَل إليه: أنّه قد كان الكلام في قتال المتظاهرين بالإسلام الذين ظهر نفاقهم، فلا جرم أن تتشوف النفس إلى حكم قتل المؤمنين الخلّص وقد روي أنّه حدث حادثُ قتللِ مُؤمن خطأ بالمدينة ناشئ عن حزازات أيّام القتال في الشرك أخطأ فيه القاتل إذ ظنّ المَقتول كافرًا.
وحادثُ قتل مؤمن عمدًا ممّن كان يظهر الإيمان، والحادث المشار إليه بقوله: {يأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا} [النساء: 94] وأنّ هذه الآيات نزلت في ذلك، فتزداد المناسبة وضوحًا لأنّ هذه الآية تصير كالمقدمة لما ورد بعدها من الأحكام في القتل.